مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يلغي زيارة سريعة كانت مقررة إلى الإمارات العربية المتحدة بعد رفض الأردن الموافقة على مسار رحلته فوق أراضيه
نتنياهو: الإمارات ستقوم باستثمار مبلغ ضخم مقداره 10 مليارات دولار في مجالات متعددة في إسرائيل
استطلاع "معاريف": بإمكان نتنياهو من ناحية نظرية تأليف حكومة تستند إلى تأييد 61 عضو كنيست، لكنه بحاجة إلى دعم كل من "يمينا" وراعم
إسرائيل وفرنسا وقبرص واليونان أجروا تمريناً بحرياً كبيراً في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط شمل قتالاً ضد غواصات
مقالات وتحليلات
أهمية حركة ميرتس
عن الصراع بين الأردن والسعودية على المسجد الأقصى
العلاقة بين إدارة بايدن وإيران وبين ارتفاع سعر الوقود
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 12/3/2021
نتنياهو يلغي زيارة سريعة كانت مقررة إلى الإمارات العربية المتحدة بعد رفض الأردن الموافقة على مسار رحلته فوق أراضيه

قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ألغى زيارة سريعة كانت مقررة إلى الإمارات العربية المتحدة أمس (الخميس) بعد أن رفض الأردن الموافقة على مسار رحلته فوق المملكة الهاشمية، وبعد مرض ألمّ بزوجته سارة.

وكانت سارة نتنياهو نُقلت إلى المستشفى وهي تعاني التهاباً في الزائدة الدودية في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، لكن مسؤولين في ديوان رئاسة الحكومة أكدوا أن هذا لم يكن سبب إلغاء الزيارة. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن الرحلة أُلغيت بعد أن رفض الأردن الموافقة على مسار رحلة رئيس الحكومة فوق المملكة إلى الدولة الخليجية. وأضاف المسؤول أن ذلك جاء على ما يبدو رداً على قيام ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله بإلغاء زيارة كان يعتزم إجراءها إلى الحرم القدسي الشريف أول أمس (الأربعاء) بسبب خلاف مع إسرائيل بشأن تصاريح الدخول لحراسه.

وكان من المقرر أن يلتقي نتنياهو ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان في أول زيارة رسمية إلى دولة الإمارات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين القدس وأبو ظبي السنة الفائتة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن نتنياهو كان يأمل أيضاً بمقابلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و/أو رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك خلال الزيارة، التي كان من المقرر إجراؤها قبل 12 يوماً من الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 23 آذار/مارس الحالي. وأكدت التقارير نفسها أن الاتصالات بشأن احتمال مشاركة ولي العهد السعودي في اللقاء في أبو ظبي باءت بالفشل.

هذا، واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بخرق ترتيبات أمنية اتفق عليها الجانبان.

وأضاف الصفدي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله ألغى زيارة دينية كانت مقررة إلى المسجد الأقصى بعد أن حاولت إسرائيل فرض إجراءات غير مقبولة على برنامجه.

وأوضح الصفدي أن ولي العهد "أراد إجراء زيارة دينية إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج. واتفقنا مع إسرائيل على ترتيبات الزيارة وتفاجأنا في اللحظة الأخيرة بأن إسرائيل حاولت فرض ترتيبات جديدة والتضييق على المقدسيين في هذه الليلة المباركة. وقد ألغى ولي العهد الزيارة بعد تراجُع إسرائيل عن ترتيبات اتفقنا عليها ومحاولة فرض ترتيبات جديدة لا يمكن أن نقبلها".

 

"يسرائيل هيوم"، 12/3/2021
نتنياهو: الإمارات ستقوم باستثمار مبلغ ضخم مقداره 10 مليارات دولار في مجالات متعددة في إسرائيل

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن حكومته قامت بتسوية الخلاف مع الأردن، والذي تسبب بإلغاء ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله زيارته إلى الحرم القدسي الشريف كما أدى إلى إلغاء زيارة نتنياهو إلى الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيسي حكومتي هنغاريا والتشيك في ديوان رئاسة الحكومة في القدس أمس (الخميس)، أنه تحدث مع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد واتفقا على أن يزور أبو ظبي قريباً جداً.

وقال نتنياهو: "للأسف لم تكن الزيارة إلى الإمارات ممكنة بسبب سوء تفاهم وصعوبات في تنسيق رحلاتنا الجوية [مع الجانب الأردني]، ناجمة عن حادث وقع أمس في جبل الهيكل [الحرم القدسي]. ولقد سوّينا الأمور مع الأردن ويمكننا الطيران فوق سماء الأردن، ويمكنني الطيران عبر أجوائها، لكن بعد توصُّلنا إلى التسوية باتت الزيارة [إلى الإمارات] غير ممكنة في الوقت الحالي".

وعن محادثاته مع بن زايد قال نتنياهو: "اتفقنا على ثلاثة أمور: الأول، أن أقوم بزيارة الإمارات في القريب العاجل؛ ثانياً، سنقوم بالدفع قدماً باتجاه اعتماد جواز سفر أخضر بين إسرائيل والإمارات؛ ثالثاً، ستقوم الإمارات باستثمار مبلغ ضخم مقداره 10 مليارات دولار في مجالات متعددة في إسرائيل.

"معاريف"، 12/3/2021
استطلاع "معاريف": بإمكان نتنياهو من ناحية نظرية تأليف حكومة تستند إلى تأييد 61 عضو كنيست، لكنه بحاجة إلى دعم كل من "يمينا" وراعم

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "يوجد مستقبل" و"أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا" والعمل و"أزرق أبيض" وميرتس من دون القائمة المشتركة وراعم [القائمة العربية الموحدة] على 51 مقعداً، وإذا ما انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكان لتأليف حكومة تستند إلى تأييد 62 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] سيحصل على 46 مقعداً، وإذا ما انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 57 مقعداً، وهي غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 27 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 20 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت على 11 مقعداً، وقائمة "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 10 مقاعد.

ويحصل كل من القائمة المشتركة، وقائمة حزب شاس الحريدي، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، وتحصل قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي على 5 مقاعد، ويحصل كل من قائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش التي تضم "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، وقائمة حزب ميرتس، وقائمة راعم على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قائمة "الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا، من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

ويُظهر الاستطلاع أن بإمكان نتنياهو من الناحية النظرية أن يؤلف حكومة تستند إلى تأييد 61 عضو كنيست، لكنه من أجل ذلك هو بحاجة إلى دعم كل من "يمينا" وراعم.

من ناحية أُخرى أظهر الاستطلاع أن 44% من الإسرائيليين ما زالوا يعتقدون أن نتنياهو هو الشخص الأنسب لشغل منصب رئيس الحكومة، وقال 40% منهم إن ساعر ولبيد هما الأنسب، وقال 37% إن بينت هو الأنسب.

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 573 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.2%.

"يسرائيل هيوم"، 12/3/2021
إسرائيل وفرنسا وقبرص واليونان أجروا تمريناً بحرياً كبيراً في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط شمل قتالاً ضد غواصات

أجرى كل من إسرائيل وفرنسا وقبرص واليونان في الأسبوع الأخير تمريناً بحرياً كبيراً في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط شمل قتالاً ضد غواصات، واستعراضات بحرية، ومناورات بحث وإنقاذ.

ويدور الحديث حول تمرين "نوفيل دينا" الذي يعتبر ذا أهمية استراتيجية كبيرة ويجري سنوياً بقيادة إسرائيل.

في السنة الفائتة أُلغي التمرين في آخر لحظة بسبب تفشّي وباء كورونا. وبصورة عامة يشترك في هذا التمرين كل من إسرائيل والولايات المتحدة واليونان، لكن هذه السنة اشترك فيه لأول مرة كل من فرنسا وقبرص. أما الولايات المتحدة فاشتركت فقط في مرحلة التخطيط، وفي آخر لحظة لم تقم بإرسال البارجة التي كان من المقرر أن تشارك في التمرين.

وقال قائد الفرقة 33 في لواء سفن الصواريخ العقيد "ر" إن التحضيرات لهذا التمرين استمرت 3 أشهر. وأشار إلى أن النشاط الأبرز للتمرين هو ضد الغواصات، إذ قامت الغواصات الإسرائيلية واليونانية بمحاكاة دور العدو.

في غضون ذلك أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس (الخميس) أن إسرائيل قامت خلال سنة 2019 بشن 12 هجمة على الأقل ضد سفن محملة بنفط إيراني كانت في طريقها إلى سورية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/3/2021
أهمية حركة ميرتس
افتتاحية
  • تأرجُح حركة ميرتس حول نسبة الحسم ليس ظاهرة خاصة بالمعركة الانتخابية الحالية، لكن بالاستناد إلى استطلاعات الرأي الأخيرة، يزداد الخوف هذه المرة من أنها لن تجتاز نسبة الحسم. أسباب ذلك هي التركيبة الجديدة لحزب العمل الذي يقدم على ما يبدو بديلاً أكثر جاذبية بالنسبة إلى جزء من ناخبي ميرتس في الماضي، وللناخبين الذين يفضلون التركيز على استراتيجية استبدال رئيس الحكومة من خلال التصويت لمصلحة أحزاب الوسط - اليمين، إلى جانب هؤلاء الذين يفضلون تقوية الأقلية العربية بواسطة التصويت لمصلحة القائمة المشتركة. حتى حزب أزرق أبيض لا يزال يجمع حوله بضعة مقاعد. في هذا الوضع الذي لا تنجح فيه ميرتس في إثارة الحماسة بما يكفي لدى ناخبيها القدامى، فإنها عرضة لخطر شطبها من الكنيست.
  • سواء أكانت حملتها الانتخابية وتركيبتها تثير الحماسة أم لا، فإن لميرتس دوراً تاريخياً مهماً في المشهد البرلماني الإسرائيلي - أكبر بكثير من مجموع مقاعدها. في وضع ليس فيه فرصة حقيقية لسلطة يسارية، هناك حاجة على الأقل إلى معارضة تمثل مواقف اليسار ضد الاحتلال في المناطق، وتهتم بتداعياته. وهذه المواقف لا يستطيع يائير لبيد [زعيم حزب يوجد مستقبل] وميراف ميخائيلي [زعيمة حزب العمل] التعبير عنها. نموذج بارز من ذلك ظهر في ردود المنظومة السياسية على تهديدات التحقيق في شبهات ارتكاب جرائم حرب في المناطق المحتلة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وحدها حركة ميرتس والقائمة المشتركة أظهرتا على مستويات عديدة دور إسرائيل في الأحداث، بينما الآخرون، بينهم ميخائيلي، تبنوا رد نتنياهو الذي يتهم المحكمة بالخروج عن صلاحياتها.
  • لميرتس دور مهم في رفع صوت عال وواضح ضد الاحتلال ومشروع المستوطنات، لأنها لا تزال حزباً صهيونياً في أساسها. أيضاً مع عدم وجود فوارق شخصية في وجهات النظر بين ميخائيلي وهوروفيتس، وسائر أعضاء قائمتهما، هناك فارق جوهري في الأفكار والمؤسسات التي يمثلانها، وفي قدرتهما على المناورة في مجال الخطاب العام الآخذ في التضاؤل.
  • إذا لم تعد ميرتس موجودة في الكنيست، النقاش بشأن الاحتلال والدفاع عن المنظمات التي تحاربه سيتمثل فقط في القائمة المشتركة، التي على الرغم من السعي وراء ناخبيها تعاني جرّاء حملة نزع الشرعية ضد مواقفها على الصعيد السياسي. في مثل هذا الوضع من دون ميرتس، سيصمت صوت اليسار الصهيوني في الكنيست.

 

"يسرائيل هَيوم"، 12/3/2021
عن الصراع بين الأردن والسعودية على المسجد الأقصى
نداف سرغاي - محلل سياسي
  • حدثان لهما أهمية تاريخية - دينية كادا أن يحدثا في اليومين الماضيين، لكنهما في نهاية الأمر تأجلا - يشيران إلى طبقة عميقة وخفية في الصراع الدائر بين الأردن والسعودية حول الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس - مساجد الحرم القدسي الشريف. هذا الصراع انخرطت فيه إسرائيل أيضاً رغماً عن إرادتها.
  • الأمير حسين ابن الملك عبد الله ملك الأردن، كان على وشك الدخول في الأول من أمس إلى المسجد الأقصى كي يثبت أمام العالم المكانة الرسمية التاريخية للأردن كوصيّ حالي من طرف العالم الإسلامي على الحرم القدسي. لكن في اللحظة الأخيرة، وبذريعة "جدل بشأن ترتيبات أمنية"، أُلغيت الزيارة. من وجهة نظر أردنية "غرزة العلم" العلنية كانت ملحّة للأردن على خلفية أخبار لم يجرِ تكذيبها بشأن مفاوضات يجريها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع إسرائيل بشأن لقائه رئيس الحكومة نتنياهو. أيضاً في الاتصالات بالسعوديين يجري تداول موضوع الحرم القدسي.
  • السعودية كدولة إسلامية عظمى تسيطر على مكة والمدينة، المكانين المقدسين الأولين في الإسلام، تُظهر اهتماماً متزايداً بإيجاد موطىء قدم مهم لها أيضاً في المسجد الأقصى، المكان المقدس الثالث في الإسلام. تريد السعودية إنشاء ستاتيكو جديد في الحرم القدسي. وهي مستعدة لأن توظف في القدس وفي المسجد الأقصى مبلغاً طائلاً يبلغ عشرات المليارات من الدولارات، وإنشاء تطبيع مع إسرائيل على مستوى ما.
  • المقابل الذي تطالب به السعودية هو مشاركة كبيرة إلى جانب إسرائيل في الإدارة الفعلية للحرم بدلاً من الأردن، أو إلى جانبه. من شأن هذا الوضع أن يحقق للسعودية مكسباً ضخماً: يعطيها مكانة دولة دينية عظمى تسيطر على الأماكن الثلاثة المقدسة في الإسلام، وهزم تركيا أردوغان الذي لم يتخل عن محاولاته "تحرير" الحرم القدسي الشريف من يدي إسرائيل كما هو معلوم.
  • الأردن غاضب على مجرد طرح الفكرة. العائلة الهاشمية سبق أن خسرت مهمة "المحافظة على الأماكن المقدسة الإسلامية" في مكة والمدينة بعد الحرب العالمية الأولى لمصلحة السعودية. ولقد عزّت نفسها بالوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس. هذه المكانة حافظت عليها أيضاً في إطار علاقتها بإسرائيل بعد 1967.
  • استمر الأردن في التدخل في الإدارة الدينية للحرم القدسي بواسطة الوقف الأردني. ونال اعترافاً بمكانته الرفيعة المستوى في إطار اتفاق السلام مع إسرائيل في سنة 1994، وهو يتدخل، فعلياً ونظرياً، في مجموعة مسائل تتعلق بالحرم، بدءاً من ترميم جدران الحرم، مروراً بالتدريبات المشتركة مع قوات إنقاذ إسرائيلية في الحرم، وصولاً إلى الفيتو الذي يفرضه من وقت إلى آخر على مشاريع إسرائيلية حول الحرم (استبدال جسر المغاربة أو إزالة ركام حائط "المبكى الصغير").
  • عندما أرسل الملك السعودي خالد في بداية الثمانينيات موفدين إلى مناحيم بيغن وعرض عليه مبلغاً كبيراً لتطوير شرق أوسط جديد في مقابل رفع العلم السعودي في الحرم، لم يوافق بيغن على ذلك. الآن تغيرت الأزمان. نتنياهو ورجاله منخرطون في محادثات بشأن إمكان انضمام السعودية كي تصبح لها مكانة في الحرم. بدأ هذا في الفترة التي بوشر فيها الإعداد لخطة القرن واستمر مؤخراً.
  • تحولت إسرائيل عملياً إلى "شرطي سير" في الحرم. فهي تحاول، من دون أن تنجح دائماً، الحرص على مكانتها في الحرم، وفي الوقت عينه تحاول التوفيق بين المصالح المتضاربة لأطراف عربية وإسلامية عديدةـ حالياً السعودية والأردن.
  • بالنسبة إلى الأردن الذي يساهم في حدود شرقية هادئة معنا ويدير منظومة علاقات اقتصادية وأمنية متشعّبة مع إسرائيل - الحرم ليس فقط رمزاً تاريخياً بل هو مرساة وضمانة لاستقرار الحكم في المملكة؛ الحكم الذي يثور ضده أكثر من مرة إسلاميون متشددون. هكذا تجد إسرائيل نفسها "قدم هنا وقدم هناك" تغرق في الصراع الداخلي - الإسلامي بين الأردن والسعودية.
  • إلى أن يتم اتخاذ قرار آخر - يبدو أنه غير بعيد - لا يزال الأردن هو الوصي المفضل لإسرائيل على الحرم القدسي، على الرغم من أنه بحاجة إلى إسرائيل أكثر مما يبدو أن إسرائيل بحاجة إليه.
"غلوبوس" 9/3/2021
العلاقة بين إدارة بايدن وإيران وبين ارتفاع سعر الوقود
داني زكان - محلل اقتصادي
  • خطوتان بارزتان قامت بهما إدارة بايدن بشأن إيران. الأولى بشأن تسوية مبلغ 3 مليارات دولار من أموال إيرانية كانت مجمدة في العراق وعُمان وكوريا الجنوبية، قرر الرئيس بايدن الإفراج عنها كبادرة حسن نية إزاء طهران. الثانية ذات أهمية عسكرية وهي إخراج المتمردين الحوثيين الموالين لإيران في اليمن من قائمة التنظيمات الإرهابية.
  • يحارب هذا التنظيم الحكومة المحلية في اليمن المدعومة بدعم كبير من السعودية، وقبلها من الإمارات والبحرين. إدراج الحوثيين في قائمة التنظيمات الإرهابية جرى في نهاية ولاية ترامب في البيت الأبيض. وزارة الخارجية الأميركية أوضحت أن الهدف هو السماح للأمم المتحدة بتقديم مساعدة للسكان اليمنيين، الذين يسكنون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بسبب الأزمة الإنسانية الصعبة في البلد.
  • نتيجة هاتين الخطوتين كانت: تفاقماً فورياً وسريعاً للحرب الأهلية في اليمن، وفي الأساس ازدياد هجمات الحوثيين على السعودية. وكانت الذروة في ليل الأول من أمس مع إطلاق عشرات الصواريخ البحرية ومسيّرات هجومية من إنتاج إيران على أهداف مدنية في جنوب شرق السعودية، بينها منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو- وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط في العالم.
  • في السعودية وفي إسرائيل، ويمكن الافتراض في الولايات المتحدة أيضاً، يعرفون أن مَن أمر بتأجيج ألسنة اللهب يقبع في طهران، وأن ما يجري هو تحريك حجارة على رقعة الشطرنج الإيراني الجيوسياسي، في سياق الاتصالات لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي. تريد إيران أن تُظهر قدرتها على إلحاق الأذى بالسعودية ودول الخليج الأُخرى، وتلمّح إلى هذه القدرة إزاء إسرائيل. الحرب في اليمن هي سبب صداع دائم للأميركيين، وإيران تثبت هنا أنها تملك أداة مقايضة إزاء واشنطن يجب أخذها في الحسبان.
  • ومع كل ذلك لا يكتفي الأميركيون بهذه البادرات ويغضّون النظر عن كميات النفط التي تصدَّر من إيران إلى الصين في الأساس، وأيضاً إلى الهند ودول أُخرى. ظاهرياً هناك حظر مفروض على تصدير النفط، والشركات التي تشتريه تخاطر بتعرّضها للحظر من جانب الأميركيين، لكن هؤلاء على ما يبدو يغضّون النظر. بحسب تقارير وكالة رويترز، وصل تصدير النفط الممنوع في كانون الثاني/يناير من إيران إلى الصين إلى 2.75 مليون طن، وفي شباط/فبراير بلغ 3.25 مليون طن. وللمقارنة كان في تشرين الأول/أكتوبر 450 ألف طن.
  • إذا اعتقدنا أن طهران ستقوم بمبادرة مشابهة لمبادرة الأميركيين في مقابل غض النظر والإفراج عن الأموال، فإننا طبعاً على خطأ. الرد الإيراني كان في تشديد الهجمات على منشآت مدنية في السعودية - بينها منشآت نفطية. بالإضافة إلى رد آخر هو التسريع في تخصيب اليورانيوم.
  • الوكالة الدولية للطاقة النووية ذكرت في الأول من أمس أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بواسطة مجموعة ثالثة من أجهزة طرد مركزية متطورة من نوع IR-2m في منشأة تحت الأرض في نتانز. بحسب التقارير، مجموعة رابعة من 174 جهاز طرد مركزي بدأ تركيبها، كما يجري العمل على تركيب مجموعة خامسة.
  • للتذكير، الدول الغربية امتنعت من إصدار بيان إدانة لإيران في وكالة الطاقة النووية وفي منتديات أُخرى على الرغم من الانتهاكات ومنع عمل المراقبين لوكالة الطاقة كما تعهدت. إيران أيضاً لم ترد على الأسئلة التي طرحها المراقبون بشأن بقايا اليورانيوم التي عُثر عليها في منشآت جديدة أُخرى، بقايا تدل على نشاطات سرية أرادت إخفاءها.
  • وذكرت رويترز أن طهران بعثت بـ"رسائل مشجعة" بأنها ستوافق على المشاركة في محادثات غير رسمية بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. لكن المقابلة التي أجرتها صحيفة "الفايننشال تايمز" مع مسؤول إيراني رفيع المستوى هو القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، والتي أشار فيها إلى أن إيران ستكون مستعدة لاستئناف المحادثات النووية إذا تعهدت الولايات المتحدة رفع كل العقوبات خلال عام، حظيت بردود عنيفة وتكذيبات في إيران.
  • بالأمس قال الناطق بلسان وزارة الخارجية في طهران إن إيران ضد العودة التدريجية إلى الاتفاق. في الخلاصة، تواصل إيران انتهاج خط متشدد يرفض العودة إلى الاتفاق قبل عودة الولايات المتحده إليه ورفع كل العقوبات.
  • بصرف النظر عن اللعبة المتشددة في المفاوضات، ثمة تبريرات أُخرى لانتهاج إيران لهذا الخط. في تقدير الباحث راز تسيمت أن الإيرانيين يعتقدون أن العقوبات لن تُرفع، لكن فعاليتها ستكون أقل بسبب التزام أقل من طرف الإدارة الأميركية بفرضها. بحسب تسيمت، هناك اعتبارات سياسية داخلية: من المحتمل أن خامنئي يفضل تأجيل الاتفاقات مع الولايات المتحدة والعودة إلى الاتفاق ورفع العقوبات إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في إيران في حزيران/يونيو، كي لا يجري تسجيل الإنجاز لمصلحة روحاني وإمكان استخدامه من طرف المعسكر البراغماتي قبيل الانتخابات. ويشير تسيمت إلى أن التاريخ القريب لتحقيق تقدم هو في عيد النيروز (عيد رأس السنة الإيرانية) في 20 آذار/مارس. وإذا لم يجرِ التوصل إلى اتفاقات مبدئية بين إيران والغرب حتى ذلك الحين، سندخل في مرحلة إشكالية: عطلة عيد النيروز وبعدها مباشرة معركة الانتخابات الرئاسيةـ التي سيكون من الصعب على الطرفين إحراز تقدم مهم خلالها.
  • أين نحن من هذه المسألة؟ نراقب عن قرب، ربما عن قرب شديد. إسرائيل تزوّد الأميركيين بمعلومات سرية عن المشروع النووي الإيراني، وأيضاً عن تزويد حزب الله بسلاح متقدم من جهة، والحوثيين في اليمن من جهة أُخرى. في الوقت عينه تترسخ العلاقات مع السعودية والإمارات، وليس من المستبعد أن يستخدم السعوديون تكنولوجيا دفاعية إسرائيلية في مواجهة هجمات الحوثيين.
  • لقد أوضحت إسرائيل للأميركيين أنها ستواصل هجماتها في سورية، في الأساس لمنع تهريب سلاح إلى حزب الله، ومنع تمركز الميليشيات الإيرانية بالقرب من الحدود. في المقابل من غير المتوقع أن نرى قريباً اشتباكاً شبيهاً باغتيال العالم النووي فخري زادة، خطوة كهذه يمكن أن تخرب المحاولات الأميركية للتوصل إلى حل دبلوماسي.